في جولة عرض الصحف، نستعرض عدداً من المقالات المنشورة في أبرز الصحف العالمية والدولية، التي تتناول مواضيع سياسية، اقتصادية، ومتنوعة.
في “وول ستريت جورنال”، نتناول مقالاً يتساءل حول كيفية تأثير تغيير هيمنة الدولار على الاستثمارات العالمية، وفي صحيفة “النيويورك تايمز” الأمريكية، نقرأ مقالاً عن الضربة الأمريكية الموجهة للحوثيين وكيف تخدم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. كما نقرأ مقالاً يتناول البيانات الشخصية المتوفرة عنا بشكل غير مسبوق، ويتساءل عما إذا كان بإمكاننا تحديد طريقنا نحو السعادة.
نقرأ مقالاً في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، بعنوان “كيف سيتغير الاستثمار إذا لم يعد الدولار هو المهيمن على العالم؟”، بقلم الكاتب، جون سيندرو.
يبدأ الكاتب بالإشارة إلى تداعيات “يوم التحرير” الذي أعلن خلاله الرئيس ترامب عن الرسوم الجمركية، وتأثيرها على الدولار الأمريكي، الذي انخفضت قيمته مقابل العملات الرئيسية وهو ما كان “مفاجئاً”.
ويعتقد سيندرو أن ترامب تعهد بسد عجز الموازنة، مما قد يؤدي إلى “إضعاف الدولار”. وفي الوقت نفسه، “شن حرباً جمركية أدت إلى انهيار سوق الأسهم”، وأثارت ردود فعل انتقامية من الصين، وقد تثير ردود فعل سلبية من أوروبا ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، بحسب الكاتب.
“الضربة التي وجهت للحوثيين كانت ضرورية”
وإلى صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، حيث نقرأ مقالاً يسلط الضوء على الضربة الأمريكية التي تم توجيهها للحوثيين.
بدأ الكاتب كينيث ماكنزي مقاله بالإشارة إلى أن الهجوم على الحوثيين شكل “بداية حملة عسكرية ضرورية”، ويمثل خطوة نحو طي صفحة محتملة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ويؤكد الكاتب على أنه من الضروري إدراك أن ضرب مواقع الحوثيين في اليمن يخدم مصالح الولايات المتحدة في المقام الأول.
وفي إطار تحليله، يوضح أن الولايات المتحدة، من خلال سعيها لضمان المرور الآمن عبر باب المندب، الذي يعد المضيق الحيوي المؤدي إلى البحر الأحمر والمهم لطرق الشحن الدولية، تهدف إلى تحقيق عدة أهداف منها، التأكيد على أهمية حرية المرور في الموارد البحرية المشتركة، مشيراً إلى أن مفهوم العبور غير المتنازع عليه يعد أساسياً لأمن البلاد .
ويعتقد الكاتب أن استهداف الحوثيين يُضعف “الذراع الإيرانية الوحيدة التي لا تزال تعمل بكامل طاقتها في المنطقة”، مشيراً إلى “تراجع” قوة حزب الله وسوريا وحماس بشكل ملحوظ، ويضيف أن الحوثيين يتعرضون الآن للهجوم نتيجة لأفعالهم “المتهورة”، على حد تعبيره.
ويرى ماكنزي أنه رغم صعوبة استخدام القوة الجوية لهزيمة “الميليشيات”، إلا أن الهدف ليس القضاء على الحوثيين بالكامل، بل يكمن في إجبارهم على التوقف عن استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة عالية التقنية لمهاجمة السفن في البحر. ويعتبر أن هذه المهمة أضيق نطاقاً وأكثر قابلية للتحقيق.
ويشير المقال إلى أن من أبرز الأسباب التي دفعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى عدم اتخاذ إجراءات فعالة ضد الحوثيين هو “الخوف من التصعيد الإيراني”، واصفاً هذا التهديد بـ”الفارغ”. إذ يرى أن الرد العسكري الإيراني ظهرعدة مرات خلال العام الماضي، وكان “مخيباً للآمال”، بحسب الكاتب.
يفيد ماكنزي بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تتجاوز الحوثيين وتوجه اهتمامها نحو المصدر “الأساسي للمشاكل التي يسببونها، وهو إيران”.
ويطرح المقال تساؤلاً: “لماذا قد تقبل طهران الآن على إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة رغم رفضها لها سابقاً؟”، ويجيب أن إيران تدرك أن احتمال توجيه ضربة أمريكية أو إسرائيلية لبرنامجها النووي أصبح أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى في التاريخ الحديث، بحسب الكاتب.
“الحياة الحقيقية لا يمكن اختصارها في قاعدة بيانات”
ونقرأ مقالاً في صحيفة “الغارديان” البريطانية بعنوان “لدينا بيانات عن أنفسنا أكثر من أي وقت مضى، لكن هل نستطيع أن نحدد طريقنا نحو السعادة؟” بقلم سامانثا فلورياني.
تبدأ الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن تتبع الذات يُروَّج على أنه وسيلة للاهتمام بالنفس، لكنها ترى أن الحياة ليست معادلة رياضية تنتظر حلاً.
وتؤكد الكاتبة أن التعامل مع الحياة كما لو كانت مسألة رياضية تُحل بإضافة بعض البيانات الإضافية هو أمر غير دقيق، إذ أنه مع وجود بيانات أكثر من أي وقت مضى، لا تزال التحديات كثيرة.
ويطرح المقال تساؤلاً: هل نتبنى نموذج أعمال شركات التكنولوجيا الكبرى بفرض نفس النموذج على أنفسنا؟ وتؤكد الكاتبة “نحن بالفعل مراقبون بطرق عديدة”.
,تقول الكاتبة: “إن قرار إخضاع نفسك للمراقبة من أجل منفعة شخصية يتماشى مع مفهوم المراقبة الفاخرة: فالبعض يدفعون مقابل تتبع أنفسهم، بينما يُجبر آخرون على الخضوع لذلك”.
ويشبه المقال الوضع قائلاً: عندما تكون المراقبة المفروضة على شخص في حالة إفراج مشروط تكون عبر سوار كاحل، بينما يدفع آخرون مئات الدولارات لارتداء أحدث الساعات الذكية. لكن، قد يراقب البعض صحتهم بدافع الضرورة، ويكمن الفرق في القدرة على اتخاذ القرار بحرية.
وتشير الكاتبة إلى أنه قد نتمكن من تتبع طريقنا نحو تحسين الذات، ولكن هل يجب أن نرغب في ذلك؟ وتجيب قائلة: “لست مهتمة بالمساهمة في تسطيح نفسي إلى مجموعة من نقاط البيانات لخدمة مصالح شركات التكنولوجيا عبر جعل نفسي أكثر قابلية للقراءة آلياً”. وتضيف: “لست مقتنعة بأن أفضل طريقة لفهم الذات هي من خلال القياس الكمي”.
وتختتم الكاتبة مقالها بأن تتبع جوانب حياتك ليس خطأً، لكن من المهم التشكيك في السعي المستمر للتحسين ومقاومة فكرة أن المزيد من البيانات يعني دائماً الأفضل. وتقول إن “الحياة الحقيقية لا يمكن اختصارها في قاعدة بيانات”.