ما الذي يمكن أن يجمع بين الفن والأدب والسلاح؟. قد يعتقد البعض أن الاثنين الأولين يختلفان عن الثالث، إلا أن الغواصة “نوتيلوس” جسدت مثل هذا الاجتماع لمجالات مختلفة ومتباعدة.
في المرة الثانية بالولايات المتحدة، أُطلق هذا الاسم على أول غواصة مُسيرة بالطاقة النووية “إس إس إن-571” التي سُميت لاحقًا “يو إس إس نوتيلوس”.
فكرة هذا السلاح ظهرت لأول مرة على يد الرسام والنحات والمعماري والموسيقي والمهندس الحربي الشهير من عصر النهضة، الإيطالي ليوناردو دافنشي (1452–1519). دافنشي كان قد وضع تصميمًا مبكرًا لمركبة تحت الماء، تعد التجسيد الأول لفكرة الغواصة.
أما الاسم “نوتيلوس” فهو مستلهم من رواية الكاتب الفرنسي جول فيرن “عشرون ألف فرسخ تحت الماء” التي أُنجزت في عام 1870.
في هذه الرواية، يبني القبطان الغامض “نيمو”، ويعني الاسم “لا أحد”، مركبة مدرعة مبتكرة سبقت عصرها تعمل بالكهرباء تحت الماء وتغوص إلى الأعماق.
هذه المركبة التي سُميت “نوتيلوس” قادرة على العمل في الأعماق، وبإمكانها تدمير السفن الحربية بواسطة “ناب” معدني في مقدمتها.
نوتيلوس في الرواية مزودة أيضًا بمكتبة تضم 12000 كتاب، وبها معرض فني للوحات الرسامين العظام، بما في ذلك ليوناردو دافنشي.
القبطان نيمو، قائد “نوتيلوس” في هذه الرواية، عالم يهرب من العيش بين البشر ويكرس حياته للانتقام من الظلم والاستعمار بسفينته الحديدية الفريدة.
الأمريكيون أطلقوا اسم “نوتيلوس” المستلهم من الرواية “عشرون ألف فرسخ تحت الماء” على غواصة تقليدية، ثم اختاروه للغواصة النووية الأولى في العالم التي أُنزلت إلى الماء بحضور الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في 21 يناير 1954، ثم انضمت إلى الخدمة في سلاح الغواصات الأمريكي في 30 سبتمبر من نفس العام.
الغواصة الأمريكية “نوتيلوس” التي استلهمت من رواية، زُوِّدت بمفاعل نووي يمكنها من البقاء والتنقل لأشهر بطريقة مستقلة في المحيطات الشاسعة. هذه الغواصة النووية الأولى أجرت تجربة بحرية في المحيط في 17 يناير 1955، بث خلالها قبطانها الأول يوجين ويلكنسون رسالة لاسلكية قال فيها: “نحن نمضي تحت محرك ذري”.
الغواصة النووية نوتيلوس بلغ طولها 97 مترًا، وعرضها يزيد قليلاً عن 8 أمتار، فيما بلغت إزاحتها 4092 طنًا، في حين زادت سرعتها عن 20 عقدة. طاقم الغواصة الأمريكية النووية نوتيلوس يتألف من 13 ضابطًا و92 بحارًا، وكانت مسلحة بأربعة وعشرين طوربيدًا.
الأمر الأكثر إثارةً ما تردد عن إجراء اختبارات وتجارب نفسية على متن الغواصة النووية نوتيلوس تمثلت في محاولة التواصل بين الغواصة ومركز القيادة من خلال “التخاطر”، فيما كانت نوتيلوس مغمورة تحت الجليد القطبي وبعيدة بمسافة 2000 كيلومتر.
الأمريكيون نفوا باستمرار هذه المعلومات التي رددتها بعض المصادر. مجلة شيكاغو كانت قد أجرت في عام 1990 مقابلة مع ضابط يدعى أندرسون عمل في الغواصة النووية نوتيلوس، قال ردًا على سؤال بهذا الشأن: “بالتأكيد لم تكن هناك تجارب على التخاطر”.
لا أحد يدري ما إذا نجح الأمريكيون كما يُشاع في إجراء تجارب للتواصل عن بعد بواسطة “التخاطر”، إلا أن مصير الغواصة نوتيلوس معروف. توقف تشغيلها في مارس عام 1980، وبعد عامين تحولت إلى نصب وطني تاريخي في مدينة غروتون بولاية كونيتيكت.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
            الطائرة “الجهنمية” تضرب من دون قنابل أو صواريخ!
          
صمم المتخصصون في الفترة السوفيتية أسلحة ومعدات لا يزال بعضها يبدو حتى الآن عجيبا وسابقا لعصره. إحداها طائرة هجومية فريدة لم يكشف عنها إلا في السنوات القليلة الماضية.
            “وميض خاطف ثم ينتهي كل شيء”.. سيناريوهات حرب نووية مرعبة
          
تنبأ مؤلف روايات الخيال العلمي البريطاني الشهير هربرت جورج ويلز “1866 – 1946” باندلاع حرب نووية عالمية قبل اختراع هذا السلاح الفتاك.
            قنبلة هيدروجينية تسقط على بقرةَ!
          
فيما كانت قاذفة القنابل الاستراتيجية الأمريكية “بي – 36” تستعد للهبوط في قاعدة كورتلاند في نيومكسيكو، تزحزحت القنبلة الهيدروجينية التي تحملها وقطعت أربطتها وسقطت من الطائرة.
            خطأ تقني كاد يطلق إشارة فناء البشرية
          
كان التحذير من هجوم سوفيتي صاروخي هائل الحجم فجر 9 نوفمبر 1979 مرعبا إلى درجة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي كتب قائلا: “أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا”!
            حينما محت قنبلة بحجم منزل من طابقين جزيرة من الوجود!
          
دخل العالم عصر القنبلة الهيدروجينية في 1 نوفمبر عام 1952 بتفجير الولايات المتحدة أول نموذج لهذا السلاح الرهيب. تفجير تلك العبوة الهائلة الحجم تسبب في محو جزيرة من الوجود.