تايلند تستعد لمزيد من التصعيد وتطالب كمبوديا بوقف القتال من جانبها

لا تبدو تايلند عازمة على وقف المعارك التي اندلعت قبل أيام في المناطق الحدودية المتنازع عليها مع كمبوديا، حيث وضعت بانكوك شروطا محددة لوقف العمليات متجاهلة الدعوات الصينية والأميركية.

وطالبت تايلند الحكومة الكمبودية بإعلان وقف حقيقي لإطلاق النار والمشاركة في نزع الألغام من المناطق الحدودية وإلا فإنها ستواصل القتال.

ونقل مراسل الجزيرة صهيب جاسم عن قائد عسكري تايلندي قوله إن بانكوك متمسكة بهذه الشروط، بينما تحدثت وحدات عسكرية عن استمرار المعارك في عدد من النقاط دون تسميتها. كما تحدث الجيش عن فقدان جنديين أمس الثلاثاء، وقال إنهما ربما قُتلا في المعارك.

وتعليقا على مطالبات الصين والولايات المتحدة للبلدين بوقف الاشتباكات، قال رئيس الوزراء التايلندي أنوتين تشارنفيراكول، أمس الثلاثاء، إن على هذه الدول التحدث مع كمبوديا وليس مع بلاده من أجل وقف الحرب.

تايلند تعزز قواتها

ورغم إمكانية توقف المعارك في أي وقت، فقد أكد جاسم أن تايلند تحاول على ما يبدو تحييد كمبوديا عسكريا وليس فقط في المناطق الحدودية محل النزاع.

وبينما يواصل الجيش التايلندي توزيع التحصينات على امتداد الحدود، ستستضيف بانكوك اليوم الأربعاء مؤتمرا دوليا بحضور مئات الشخصيات الأمنية والتقنية لمحاربة مراكز الاحتيال الإلكتروني التي تشتهر كمبوديا باستضافة العديد منها.

كما أقر مجلس الوزراء دعم الميزانية بـ76 مليون دولار إضافية لتوجيهها للدفاع وتعزيز الزمن، حسب جاسم، الذي أكد تشديد تايلند القيود على وصول النفط إلى مدينة لاوس المجاورة لكمبوديا، وأيضا منع وصول النفط والمسافرين عبر خليج تايلند.

مشكلة إنسانية

في غضون ذلك، اتهمت كمبوديا القوات التايلندية بقصف مناطق للمدنيين بالمدفعية والطائرات، وقالت إن الغارات استهدفت قرية بمحافظة أوتشراي وإن قواتها أحبطت محاولات اختراق في 3 مناطق حدودية، وإن أكثر من 400 ألف شخص نزحوا من مناطق الصراع.

إعلان

وفي مداخلة من شمال كمبوديا، قال مراسل الجزيرة سامر علاوي إن التصريحات المتناقضة بشأن العمليات تشي بتصاعد القتال، وإن الحكومة الكمبودية متمسكة باتفاق كوالالمبور الذي تتهم بانكوك بتقويضه.

وقال علاوي إن غارات تايلندية ضربت المناطق الحدودية في وقت سابق اليوم وإن إمكانيات الحكومة الكمبودية غير قادرة على التعامل مع عشرات آلاف النازحين على طول الحدود.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع التايلندية إن قواتها استعادت 4 مواقع حدودية من بين 19 موقعا متنازعا عليها، واشترطت وقفا حقيقيا لإطلاق النار من الجانب الكمبودي، والتعاون في مسألة نزع الألغام في المناطق الحدودية حسب معاهدة أوتاوا.

وتشهد الحدود بين كمبوديا وتايلند تصعيدا عسكريا كبيرا، إذ تبادلت قواتهما القصف بالطائرات والمدفعية في أحدث جولة قتال بين البلدين.

 

المصدر: الجزيرة