أبدى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمس الأحد “تفاؤلا كبيرا” بشأن خطة الرئيس دونالد ترامب لوقف الحرب في أوكرانيا، في حين يسعى قادة أوروبا للبحث عن دور محوري في هذا الإطار.
جاء ذلك بعد محادثات في جنيف مع مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وأوروبيين.
وقال روبيو للصحافة “أعتقد أننا أحرزنا تقدما كبيرا”، مضيفا “لدي تفاؤل كبير بأننا سنبلغ الهدف في فترة زمنية معقولة جدا، قريبا جدا”.
وأكد أن القضايا المتبقية ليست مستعصية على الحل، فـ”نحن ببساطة بحاجة إلى مزيد من الوقت”، مضيفا أن الروس “سيكون لهم رأي”.
ونقلت رويترز عن بيان أميركي أوكراني مشترك صادر عن البيت الأبيض أن الطرفان صاغا إطار سلام محدثا ومنقحا. وقال البيت الأبيض إنه تم الاتفاق على مواصلة المشاورات مع انتقال الاتفاقات نحو الصياغة النهائية.
وفي وقت سابق، أفاد الوزير روبيو أن محادثات جنيف “هي على الأرجح الأكثر إنتاجية وأهمية.. حتى الآن في هذه العملية برمتها”.
تقدم جيد للغاية
بدوره، قال كبير المفاوضين الأوكرانيين أندريه يرماك “لقد أحرزنا تقدما جيدا للغاية، ونحن نمضي قدما نحو السلام العادل والدائم الذي يستحقه الشعب الأوكراني”.
وجاء ذلك بعد أن أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن النسخة الجديدة من الخطة الأميركية تعكس بالفعل “معظم الأولويات الرئيسية لكييف”.
لكن المسؤولين لم يكشفوا أي تفاصيل بشأن المناقشات حول الخطة الأميركية المؤلفة من 28 نقطة والتي تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر مع روسيا منذ نحو 4 سنوات.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أمهل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى 27 نوفمبر/تشرين الجاري للرد على الخطة. وقوبلت النسخة الأولية من الوثيقة باعتراضات من كييف وحلفائها الأوروبيين الذين جاءوا إلى جنيف الأحد سعيا لتعديلها.
من بين الحاضرين من الجانب الأميركي في المحادثات جاريد كوشنر، صهر ترامب، والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال أليكسوس غرينكويش.
ترحيب روسي وتشكك ألماني
من جانبه، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمقترح الأولي الذي يتضمن عدة مطالب رئيسية لموسكو: أن تتنازل أوكرانيا عن أراضٍ، وتوافق على تقليص حجم جيشها، وتتخلى عن فكرة العضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو). كما يُقدم النص ضمانات أمنية غربية لكييف لمنع أي هجمات روسية مستقبلا.
وينص المقترح أيضا على إنهاء عزلة روسيا عن العالم الغربي، مع إعادة دمجها في مجموعة الثماني ورفع العقوبات عنها تدريجيا.
وأمس الأحد، قال زيلينسكي إنه ممتن “شخصيا” لترامب، بعد اتهامه على وسائل التواصل الاجتماعي كييف مجددا بـ”عدم إظهار الامتنان”.
وقد شاركت دول أوروبية في الاجتماعات مع سعيها الى أن تكون جزءا من المفاوضات بشأن الخطة.
وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -الذي يقوم بجولة في أفريقيا- هاتفيا مع نظيره الأوكراني، في حين قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إنه “متشكك” بشأن التوصل إلى اتفاق بشأن الخطة بحلول 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
مرحلة دقيقة جدا
وقال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب إنه اتصل بنظيره الأميركي أمس الأحد، إلى جانب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، لمناقشة الخطة الخاصة بأوكرانيا.
وصرّحت ميلوني بأنه ليس من الضروري تقديم “اقتراح بديل شامل” للخطة. وأكدت أن المناقشات في “مرحلة دقيقة جدا” وتمثل اختبارا لأوروبا.
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنه “ينبغي أن تتمتع أوكرانيا بالحرية والحق السيادي في اختيار مصيرها”.
وشددت على وجوب “الاعتراف الكامل” بالدور “المركزي” للاتحاد الأوروبي في أي خطة تهدف إلى إنهاء الحرب.
وكانت 11 دولة، معظمها أوروبية، قالت في بيان مشترك السبت إن الخطة الأميركية “ستتطلب المزيد من العمل”. وأبدت خشيتها من أنها قد تترك أوكرانيا “عرضة لهجمات مستقبلية”.
ومن المقرر أن يعقد زعماء الاتحاد الأوروبي اجتماعا بشأن أوكرانيا اليوم الاثنين، على هامش قمة مع زعماء أفارقة في أنغولا، كما أعلن الرئيس الفرنسي عن اجتماع عبر الفيديو غدا الثلاثاء لدول “تحالف الراغبين” الداعمة لأوكرانيا.
كذلك، بحث رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر مع ترامب، المحادثات التي جرت في مدينة جنيف السويسرية بشأن خطة السلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، أمس الأحد، وفق بيان نشره متحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء البريطانية.
وذكر البيان أن الجانبين اتفقا على ضرورة العمل معا من أجل تحقيق سلام عادل ودائم في هذه المرحلة الحرجة.
المصدر: الجزيرة