تتطرق جولة الصحف اليوم، إلى مواضيع متنوعة من بينها الهجوم الإسرائيلي على أهداف في قطر، والأزمة التي يمر بها حزب المعارضة في تركيا حزب الشعب الجمهوري، والختام مع أثر مشروبات الطاقة على اليافعين.
لا تزال تداعيات الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة متواصلة، وقيد النقاش في الصحف العالمية.
ففي صحيفة لوموند الفرنسية، يرى مقال بعنوان “إسرائيل تحصر نفسها في موقف إما كل شيء أو لا شيء”، أن “الضربة التي نفّذتها إسرائيل في قطر … تُظهر أن القوة ــ التي استُخدمت بلا قيود وفي تجاهل للقانون الدولي ــ أصبحت اللغة الوحيدة التي تستخدمها إسرائيل”، واعتبر أن الحكومة الإسرائيلية عبر عملية الدوحة، لا تَعُدُّ وقف القتال في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع من أولوياتها، بحسب المقال.
وقالت إن رد فعل البيت الأبيض، الذي أشار إلى أن هذه الضربة الإسرائيلية “لا تُحقق أهداف إسرائيل أو الولايات المتحدة”، أبعد ما يكون عن توبيخ حاد.
في تركيا، حاول الكاتب محي الدين أتامان في صحيفة ديلي صباح تحليل جوانب وأبعاد الأزمة التي يواجهها حزب الشعب الجمهوري.
ورأى أتامان أن حكومات حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب أردوغان أحدثت تحولاً جذرياً في البلاد في جميع القطاعات، وأدت إلى تغيير كبير في منظومات وخطابات جميع الأحزاب السياسية التركية، بما في ذلك حزب المعارضة الرئيسي وهو حزب الشعب الجمهوري.
وتحاول جميع الأحزاب السياسية اليوم التكيف مع الواقع السياسي في تركيا، لكن غالبيتها لم تُفلح، ولذلك لا تستطيع أن تُشكّل تحدياً حقيقياً لحكومة حزب العدالة والتنمية، ولم تحظَ أحزاب المعارضة حتى بنصيبٍ كافٍ من الأصوات الشعبية.
وظهر أن حزباً سياسياً واحداً فقط، وهو حزب الشعب الجمهوري، قادرٌ على منافسة حكومة حزب العدالة والتنمية، ولذلك دخل العديد من الأحزاب السياسية المختلفة الانتخابات العامة على قائمة حزب الشعب.
وبالرغم من فشل الائتلاف في إيصال مرشحهم إلى كرسي الرئاسة، فإن مرشحي حزب الشعب الجمهوري للرئاسة والبرلمان حصلوا على نسبة أصوات عالية جداً في الانتخابات، وفي 2024 فاز الحزب بمعظم البلديات الكبرى.
وزُعم أن إمام أوغلو استغل الموارد المالية للبلدية في حملته الانتخابية في الانتخابات الرئاسية التالية، وسُجن بعد تقديم الادعاء العام اتهامات وأدلة خطيرة، وفي وقت لاحق، فُتحت تحقيقات في بلديات أخرى تابعة للحزب.
ورأى الكاتب أتامان أن الأسباب الجذرية لأزمة حزب الشعب الجمهوري، تعود لعدة أمور بينها مرور حزب الشعب بأزمة هوية منذ سنوات، عبر تهميش الشخصيات التي تمثل قيمه التقليدية، وبدء هيمنة مجموعة براغماتية على قيادة الحزب.
الأمر الثاني هو عدم تمكنه من حشد أصوات في الأوساط المحافظة، وتحدّث عن وجود استياء بين ناخبي الحزب ثم انهيار ائتلاف الأحزاب الستة.
الأمر الثالث، هو عجز حزب الشعب عن فهم الديناميكيات الوطنية والإقليمية والدولية، فيما تحالف حزب الحركة القومية مع حزب العدالة والتنمية وأطلقا عملية سياسية جديدة للتعامل مع القضية الكردية.
وفضّل الحزب اتّباع سياسة تتماشى مع منظور القوى العالمية، ومارَس ضغوطاً على الرئيس أردوغان للبقاء على الحياد تجاه جميع الأزمات الإقليمية، بما في ذلك الأزمة السورية.
الأمر الرابع، يُفضّل حزب الشعب التركيز على المكاسب قصيرة الأجل على حساب التوقعات السياسية طويلة الأجل والحسابات الاستراتيجية.
ويعتقد أتامان أن قيادة حزب الشعب الجمهوري اختزلت رؤيتها في مصلحة شخص واحد وهو أكرم إمام أوغلو.
يتضمن السيناريو الأول حشد الناس في الشوارع، وهو ما ينطوي على مخاطر كبيرة، لإيجاد حل لمشكلة حزب الشعب.
ويعتقد الكاتب أن هذا الخيار غير قابل للتطبيق، لأن الشعب التركي لن يدعم الاحتجاجات الجماهيرية، مما قد يتسبب في اضطرابات سياسية واجتماعية على حد قوله.
ويختتم الكاتب بأنّ تحوُّل أزمة الحزب لأزمة معارَضة يضر بالتعددية الحزبية الفعالة للدولة التركية، وأشار إلى أنه “من المستحيل على قادة حزب الشعب الجمهوري الحصول على أصوات كافية من الشعب للوصول إلى السلطة دون تبرئة رؤساء البلديات”.
حظر مشروبات الطاقة على اليافعين
كتبت الأكاديمية ديفي سريدهار في صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً بعنوان: “لماذا حُظرت مشروبات الطاقة لمن هم دون سن السادسة عشرة في إنجلترا؟ السؤال الحقيقي هو: لماذا لم يُحظر ذلك مُبكراً؟”.
ورأت سريدهار وهي رئيسة قسم الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبره، أن “توقع قيام الآباء بمراقبة تناول أطفالهم للعقاقير ذات التأثير النفسي أمر غير واقعي وغير عادل بالنظر إلى قوة منصات التواصل الاجتماعي”.
وتحدثت عن انجذاب الشباب إلى مشروبات الطاقة متأثرين بإحدى الشخصيات المؤثرة في منصة يوتيوب والألوان الزاهية لعبوات المشروب.
وربط وزير الصحة، ويس ستريتنج بين تلك المشروبات والسمنة وضعف التركيز واضطرابات النوم.
وأوضحت سريدهار أن جوهر النقاش حول مشروبات الطاقة يكمن في الكافيين، وهو مادةٌ ذات تأثير نفسي تُنشّط الجهاز العصبي المركزي، ويُمكن لمعظم البالغين تناوله بكمياتٍ معتدلةٍ ومناسبةٍ دون ضرر (مثل القهوة أو الشاي أو الشوكولاتة الداكنة)، لكن الأطفال والمراهقين يتعاملون معه بشكلٍ مختلف.
وأوضحت أن أجسامهم النامية أكثر حساسيةً لبعض الأدوية، لأنّ الدماغ في تلك السنوات يُعد “بلاستيكياً” – أي سهل التشكيل بفعل العوامل البيئية، على حد وصفها.
وتحدثت عن وجود أدلة قوية تُشير إلى أنّ أدمغة الشباب تتأثر بشكلٍ كبيرٍ بالكافيين.
وتابعت الدراسة هؤلاء الأطفال على مرّ الزمن لدراسة تأثير موادّ مُختلفة، بما في ذلك الكافيين، على أداء الدماغ.
ووجد الباحثون أنّ تناول الكافيين أثّر سلباً على جميع المقاييس المعرفية السبعة التي شملتها الدراسة.
وكان مؤلفو الدراسة الأمريكية واضحين تماماً في استنتاجاتهم، قائلين: “ننصح الآباء بالتحكم في تناول أطفالهم للمشروبات التي تحتوي على الكافيين لتقليل خطر تداخلها مع النمو المعرفي الطبيعي”.
وبالمثل، تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بشدة الأفراد دون سن 18 عاماً بتجنب مشروبات الطاقة أو المشروبات الرياضية التي تحتوي على الكافيين.
وأظهرت دراسات أخرى من أستراليا والبرتغال وجنوب غرب إنجلترا آثاراً سلبية مماثلة على نمو الدماغ والمزاج.
وبشأن كمية الكافيين الضارة بالصحة، استشهدت سريدهار بإرشادات الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية التي أوضحت أن جرعة الكافيين التي تزيد عن 3 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم لها آثار سلبية على الأطفال والبالغين.