أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية المبكرة في قرغيزستان، اليوم الأحد، اكتساحًا واسعًا لحلفاء الرئيس صدر جباروف، في خطوة تعزز قبضته على الحياة السياسية في البلد الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه الأكثر انفتاحًا ديمقراطيًا في آسيا الوسطى.
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية أن الغالبية الساحقة من المقاعد ذهبت إلى مرشحين مستقلين موالين لجباروف، بعد سنوات من تهميش الأحزاب السياسية والتضييق على المعارضة منذ وصوله إلى السلطة عقب احتجاجات 2020.

ويمهّد الفوز الكاسح الطريق أمام جباروف، الشعبوي ذي الخطاب القومي، للتقدّم بثقة نحو ولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2027، بعدما أكد خلال الإدلاء بصوته في بيشكك أن العملية الانتخابية “لن تشهد انتهاكات”، مقارنًا إياها بانتخابات العهود السابقة التي اتهمها بأنها كانت “مليئة بالتزوير”.
ومنذ استقلال قرغيزستان عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، فقد شكّلت استثناءً في محيطها مع مشهد سياسي نابض ووسائل إعلام تعد الأكثر حرية في المنطقة، وفي الأعوام الأخيرة شهدت تغيّرًا جذريًا؛ إذ ضيّق جباروف الخناق على المعارضة، واعتُقل ساسة بارزون بتهم التخطيط لاضطرابات، كما فُرضت قيود صارمة على الإعلام.
وتُعد نتائج هذه الانتخابات نقطة تحول جديدة، تُكرّس انتقال قرغيزستان من تجربة ديمقراطية متعثّرة إلى واقع سياسي يرتكّز فيه النفوذ بيد رجل واحد وحلفائه.
المصدر: الجزيرة