خبير عسكري: “هستيريا” إسرائيل في قباطية تؤكد فشل منظومتها الأمنية

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء واصف عريقات، إن حالة “الهستيريا” التي طبعت الرد الإسرائيلي على عملية “بيسان”، تؤكد أن العملية كانت موجعة للاحتلال لأسباب متعددة، وتضرب في الصميم صورة “الأمن والأمان” التي يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تسويقها للعالم.

وأوضح عريقات في تحليل عسكري للجزيرة أن نتنياهو، الذي يقود الجيش والأجهزة الأمنية ويسوق نفسه عالميا كرجل الأمن الأول، تلقى رسالة واضحة مفادها أن كافة إجراءات العقاب الجماعي، وحرب الإبادة، والاعتقالات، لن تنفي حقيقة استمرار المقاومة ما دام الاحتلال قائما على الأرض.

فشل استخباري ذريع

ووصف الخبير العسكري وصول المنفذ إلى العمق وتنفيذه للعملية بأنه “فشل ذريع” للمنظومة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية، التي لم تستطع بكل أذرعها من مستوطنين ومستعربين منع شاب بمفرده من اختراق كافة الحواجز وتنفيذ هجومه المزدوج.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة 6 آخرين بجروح متفاوتة في عملية مزدوجة (دهس وطعن) بمدينة بيسان، نفذها الشاب أحمد أبو الرب من بلدة قباطية قضاء جنين، والذي أصيب برصاص الشرطة ونقل للمشفى بحالة متوسطة.

وفي تعليقه على الاقتحام الواسع لبلدة قباطية، تساءل عريقات عن المبرر العسكري لتحريك ألوية مظليين ووحدات خاصة وطائرات مسيرة ضد بلدة مدنية، معتبرا أن المنفذ نفذ عمليته داخل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل أمنيا، وهذا يجعل هذا التحشيد العسكري في قباطية غير مبرر عملياتيا.

ويرى عريقات أن إسرائيل تمتلك دائما “بنك أهداف” جاهزا في الأدراج، تخرجه لتنفيذ خططها وليس بالضرورة كرد فعل مباشر يتناسب مع حجم الحدث، مشيرا إلى أن ضخامة القوات المستخدمة في اقتحام البلدة تفوق بكثير مقتضيات الحاجة الأمنية للتعامل مع منزل منفذ عملية.

مخطط ضم صامت

وتأتي هذه التطورات تزامنا مع دفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى قباطية، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن وحدات الهندسة شرعت في مسح منزل عائلة المنفذ تمهيدا لهدمه، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي واستطلاع واسع لأحياء البلدة.

إعلان

وربط اللواء عريقات بين هذا التصعيد الميداني ومخطط “الضم” الذي تتبناه أقطاب الحكومة الحالية -وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير– مؤكدا أن إسرائيل تسعى لجعل الضفة الغربية مقطعة الأوصال، وغير قابلة للحياة للفلسطينيين، كجزء من خطة إستراتيجية قديمة تتجدد وتنفذ يوميا تحت ذرائع مختلفة.

واعتبر الخبير الإستراتيجي أن المبالغة في استخدام القوة المفرطة تندرج ضمن “حرب نفسية” ممنهجة تهدف لـ “كيّ الوعي” الفلسطيني، وإجبار السكان على الرضوخ للمخططات الإسرائيلية عبر سياسة الترهيب المستمر، ومحاولة منع أي رد فعل شعبي تجاه الجرائم اليومية.

وأكد عريقات على أن “باب الاحتمالات مفتوح” أمام السلوك الإسرائيلي في قباطية، مرجحا أن تشمل الإجراءات هدم المنازل، وترهيب السكان، وربما محاولات لتهجير قاطني محيط سكن المنفذ، في سياق سياسات العقاب الجماعي التي تضاعفت مؤخرا.

 

المصدر: الجزيرة