زكي يستعرض أثر عبدالعزيز السريّع في فرقة مسرح الخليج العربي

صدر مؤخراً عن دار «كلمات» كتاب جديد للكاتب والباحث أمجد زكي بعنوان «عبدالعزيز السريّع… أثره وتأثيره في فرقة مسرح الخليج العربي».

في مستهل الكتاب، يتساءل زكي: هل هناك حاجة لإضافة كتاب جديد عن الأستاذ عبدالعزيز السريّع بعدما تناولته العديد من الكتب والدراسات؟ ثم يستدرك بالإجابة مستعيناً بكلمات المسرحي المغربي الدكتور عبدالكريم برشيد: «عبدالعزيز السريّع من يكون؟ انه اسم له في الوجدان وقع، وفي الذاكرة رسم.. هذا الكاتب المبدع هل يحتاج حقاً إلى تعريف؟… أكيد أنه في حاجة إلى تعريف يتكرر ويتجدد باستمرار، لأن المبدع الحق، هو دائماً أكبر من أن يُجهل تماماً، وأرحب وأعمق من أن يُعرّف معرفة تامة ونهائية».

ويضيف زكي: «في هذا الكتاب عزيزي القارئ ستجد تعريفاً حصرياً بدور عبد العزيز السريّع في مسرح الخليج العربي. يأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة كتب تبنى إصدارها المسرح بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيسه، توثق لإسهامات الرواد وتحتفي بتراثهم في هذه المؤسسة الفنية الثقافية.

ألبرت غريغوري

وفي تقديمه للكتاب، يستشهد رئيس مجلس إدارة مسرح الخليج العربي، ميثم بدر، بمقولة شهيرة للعالم الأميركي

ألبرت غريغوري: «ليس الاكتشاف سوى التقاء الصدفة بعقل متنبه يقظ وجاهز».. ويسقط هذه المقولة على عبدالعزيز السريّع الذي دخل المسرح من باب المصادفة، فبعد فترة وجيزة من تأسيس الفرقة (1963) لاحظه الأستاذ سالم الفقعان –أول رئيس لمجلس إدارة المسرح – يتردد باستمرار على المقر… يقول الفقعان: «ضايقني هذا التردد فخيرته بين الانضمام للعمل أو ينصرف، فوافق على الفور، فوضعت شارة المسرح على صدره وأخذ ينظم مع الزملاء داخل الصالة».

هذه الصدفة مقرونة بثقافة السريّع مع غنى تكوينه الثقافي واستنارة عقله ورزانة طبعه الإنساني، قادته ليكون أحد أبرز مؤسسي وكتاب المسرح الكويتي، وصانعاً فاعلاً في المشهد الثقافي.

ويضيف رئيس مجلس إدارة الفرقة: ونحن نسلك درب «التوثيق» نكون بصدد استكمال المسيرة التي بدأها الأستاذ عبدالعزيز السريّع في هذا الاتجاه، فهو أول من بادر بالعمل على توثيق مسيرة الفرقة ورموزها عبر عدد من الإصدارات التي خطط لها وأشرف عليها في حقب زمنية مختلفة، فأنقذ تاريخ الفرقة وجزءاً أصيلاً من تاريخ الفن والثقافة الكويتية من النسيان والذوبان، كما كان وراء تبني الفرقة نشر بعض الدراسات التي تناولت المسرح والثقافة والفكر.

دراسة موثقة

ينتمي الكتاب إلى حقل الدراسات التوثيقية، حيث يرصد زكي –عبر وثائق وصور نادرة- مسيرة السريّع ككاتب ومؤسس وصانع تجربة مسرحية فريدة، يبدأ باستعراض العوامل التي شكلت وعيه الثقافي وشخصيته، كما الحال في جيل الأربعينيات إلى الستينيات الذين تحدوا ضعف وسائل الانتشار آنذاك، واستطاعوا رغم ذلك أن يؤسسوا ذائقة إبداعية غنية.أفرد أمجد زكي فصلاً خاصاً في الكتاب لسجل وثائقي شامل لأعمال عبدالعزيز السريّع المسرحية، تضمن تواريخ العروض ومكانها، وأسماء الممثلين والمخرج، والمضامين الفكرية.

الكم والكيف

حين تساءل الكاتب إن كانت عشر مسرحيات تُعد إنتاجاً غزيراً؟ عاد إلى آراء النقاد مثل د. محمد حسن عبدالله الذي قال: «السريّع أغزر كتاب المسرحية في الكويت إنتاجاً، ليس بعدد المسرحيات التي قدمها، فهناك من قدم أعداداً أكثر، والعدد لا مفهوم له في الفن، إنما بالعمق الذي تبلغه شخصياته، فيمكن القول دون أية مغامرة: إنه أول من كتب المسرحية الفنية في الكويت، وإن كان مسبوقاً بكتاب عديدين، لأنه أكثرهم رعاية للأصول الفنية.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments