اصطف عشرات الناس في وقت مبكر، اليوم الثلاثاء، على شاطئ بوندي في مدينة سيدني لتأبين ضحايا الهجوم المميت الذي وقع، مساء الأحد، وخلف 15 قتيلا، ومؤازرة المصابين في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ زهاء 30 عاما، واستهدف احتفالا محليا بعيد “حانوكا” اليهودي. من جانبه ألمح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي إلى أن الهجوم يبدو أنه “مدفوع بأيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية”.
وبلغ عدد القتلى 16 شخصا بمن فيهم أحد المسلحيْن البالغ من العمر 50 عاما والذي أطلقت الشرطة النار عليه يوم الأحد. في حين أشارت الشرطة يوم الاثنين إلى ابن الرجل، وهو المسلح الآخر ويبلغ من العمر 24 عاما، يرقد في حالة حرجة في المستشفى.
وأطلق الرجل وابنه النار على مئات الأشخاص في عيد حانوكا الذي كان يقام على شاطئ بوندي، مما أجبر الناس على الفرار والاحتماء. في حين أشادت السلطات بشجاعة المواطن المسلم من أصل سوري أحمد الأحمد، مؤكدة أن تدخله وانتزاع بندقية أحد المهاجمين حال دون سقوط مزيد من الضحايا.
ولم تعلن الشرطة عن اسمي المشتبه بهما، لكن قناة إيه.بي.سي الرسمية ووسائل إعلام أخرى كشفت عن اسميهما، وهما ساجد أكرم الذي قتل في الهجوم وابنه نافيد.
وتراجع الحكومة الأسترالية حاليا قوانين الأسلحة التي تعتبر من الأشد صرامة في العالم، وذلك بعدما تبين أن ساجد أكرم كان لديه 6 أسلحة مسجلة.
وقال وزير الداخلية توني بيرك، اليوم الثلاثاء، إن قوانين الأسلحة التي أدخلتها الحكومة الائتلافية الليبرالية القومية السابقة في عام 1996 عقب مذبحة بورت آرثر تحتاج إلى إعادة نظر.
ملامح تنظيم الدولة
في غضون ذلك ذكرت شبكة إيه.بي.سي نيوز أنه عُثر على علمين لتنظيم الدولة الإسلامية في سيارة المسلحين دون أن تذكر مصدرهما.
وفي هذا السياق قدّم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اليوم الثلاثاء التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب “مذبحة جماعية”.
وقال ألبانيزي إنه “يبدو أن ذلك كان مدفوعا بأيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية… الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي”.
وأوضح ألبانيزي أن نافيد أكرم البالغ 24 عاما لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 “بسبب صلته بآخرين” لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها.
وأشار إلى أنه “تم توجيه الاتهام إلى شخصين كانا على صلة بهم وأودعا السجن، لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا محل اهتمام”.
المصدر: الجزيرة