في خضم حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، كشفت مشاهد حصرية حصلت عليها “الجزيرة مباشر” عن حرب أخرى تدور في الظل تستهدف صمود المواطن الغزي على الصعيدين النفسي والاجتماعي، وذلك من خلال محاولات منظمة لإغراق القطاع بالمخدرات وعقاقير الهلوسة.
وحسب ما وثقته كاميرا “الجزيرة مباشر”، فإن شحنات من الأقراص المخدرة تدخل إلى القطاع المدمر بطرق متعددة، من بينها شاحنات تجارية تمر عبر المعابر الخاضعة لرقابة وتفتيش دقيق من قِبل جيش الاحتلال، إضافة إلى استخدام الطائرات المسيرة لإلقاء كميات من المواد المخدرة داخل مناطق متفرقة من القطاع، لتقع في أيدي تجار مخدرات وعملاء للاحتلال يعملون على ترويجها بين السكان.
اقرأ أيضا
list of 4 items
end of list
شاحنات المساعدات
واستعرضت كاميرا الجزيرة مباشر العديد من أنواع المخدرات التي تم إدخالها عبر شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، من حبوب بأنواعها المختلفة، وحشيش، ومواد أخرى مثيلة، وأنواع أخرى كيماوية، تؤدي إلى الهلوسة والموت، كما استعرضت الجزيرة مباشر طرق التهريب المختلفة والمبتكرة التي يتبعها الاحتلال لتمرير المخدرات داخل القطاع.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتعرض فيه الأجهزة الأمنية والشرطة الفلسطينية في غزة لاستهداف إسرائيلي مباشر ومتكرر، ما يحد من قدرتها على القيام بمهامها في ملاحقة المتورطين في هذه القضايا وحماية المجتمع من هذه الآفة.

تفاصيل صادمة
وكشفت صور حصرية ولقاءات أجرتها “الجزيرة مباشر” مع إدارة مكافحة المخدرات في القطاع عن تفاصيل صادمة تتعلّق بمحاولات الاحتلال إدخال هذه السموم بشكل متعمّد.
وتُظهر الشهادات التي وثقتها “الجزيرة مباشر” أن شاحنات تجارية يفترض أنها تحمل مواد غذائية أو إغاثية، تخضع شكليا لإجراءات التفتيش الإسرائيلي، إلا أن مواد مخدرة تمرر داخلها بعناية، في مشهد وصفه مسؤولون في مكافحة المخدرات بأنه “أمر مريب وغير مسبوق”، ويكشف، حسب تعبيرهم، عن سياسة ممنهجة تهدف إلى ضرب النسيج المجتمعي الفلسطيني من الداخل.
استهداف المجتمع الفلسطيني
وفي أحد المخازن التي وصلت إليها أجهزة المكافحة، استعرضت “الجزيرة مباشر” كميات من الأقراص المخدرة التي جرى ضبطها، وسط تأكيدات رسمية بأن هذه المضبوطات ليست سوى جزء يسير مما يحاول الاحتلال إدخاله إلى القطاع، مستغلا ظروف الحرب والحصار وانهيار البنية الاقتصادية والاجتماعية.
وحذرت الجهات المختصة في غزة من أن استهداف المجتمع الفلسطيني بالمخدرات يوازي في خطورته الاستهداف العسكري، كونه يسعى إلى إضعاف المجتمع، وتفكيك قدرته على الصمود، ونشر الفوضى والانحراف في صفوف الشباب، في ظل واقع إنساني كارثي يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني.

حرب صامتة
ورغم الإمكانات المحدودة، أكدت إدارة مكافحة المخدرات أن “يد القانون ستطال كل من يثبت تورطه في ترويج أو الاتجار بالمخدرات”، مشددة على أن المعركة ضد هذه الظاهرة هي معركة وعي وصمود، لا تقل أهمية عن مواجهة القصف والحصار.
المصدر: الجزيرة