صناع دراما رمضان يخططون لمواسم جديدة

في الوقت الذي يختتم فيه موسم دراما رمضان كل عام، تبدأ تحضيرات أخرى لا تقل زخما خلف الكواليس. كثير من صنّاع الأعمال الدرامية الناجحة في رمضان لا ينهون قصصهم بشكل نهائي، بل يتركون نهايات مفتوحة أو يلمّحون إلى احتمالات التمديد، في إشارة واضحة إلى تخطيط مسبق لتقديم أجزاء جديدة من هذه المسلسلات في المواسم المقبلة.

هذه الظاهرة لم تعد مجرد استثناء، بل بدأت تتكرّس كنهج درامي جديد، وهو ما برز في رمضان الماضي مع الأعمال التي لاقت رواجا جماهيريا كبيرا، ويعد مسلسل «النص» أحد أبرز الأمثلة على هذا الاتجاه، وهو من بطولة أحمد أمين، الذي قُدِّم خلال رمضان الماضي كجزء أول من عمل تم الاتفاق منذ البداية على تقديمه على جزأين.

صنّاع المسلسل لم يكتفوا فقط بتلميحات، بل أعلنوا صراحة أن «النص التاني» سيتم تصويره وعرضه في العام المقبل، خصوصاً أن الأحداث تتحمل المزيد من الحلقات لكن طول فترة التحضيرات وضيق الوقت جعلا صناع العمل من البداية يكتفون بتقديم جزء أول من 15 حلقة فقط.

مسلسل «كامل العدد» الذي شهد تقديم ثلاثة أجزاء حتى الآن، هو مثال آخر على الأعمال التي تُركت نهايتها مفتوحة عن قصد، فبعد أن انطلقت الحكاية برؤية خفيفة تجمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، تمكّن صنّاع المسلسل من توسيع دائرته في الأجزاء التالية لتشمل مشكلات الأبناء والمراهقين، بالإضافة إلى علاقات جديدة تتجاوز القصة الأصلية التي جمعت بين بطلي العمل دينا الشربيني وشريف سلامة.

ورغم عدم إعلان رسمي عن جزء رابع حتى الآن، فإن المؤشرات الدرامية في نهاية الجزء الثالث، والتوسّع في الشخصيات والأحداث، يشيران بوضوح إلى وجود أرضية خصبة لإنتاج جزء جديد. كما أن العمل نال استحسانا ملحوظا من جمهور المنصات الرقمية، وهي شريحة باتت تلعب دورا محوريا في تحديد مستقبل الأعمال الدرامية.

أما مسلسل «أشغال شقة جداً» من بطولة هشام ماجد وأسماء جلال، فقد شهد تطورا سريعا من حيث طريقة التخطيط. عند عرض الجزء الأول العام الماضي، لم يكن هناك نية واضحة لإنتاج جزء ثانٍ. لكن النجاح المفاجئ دفع الشركة المنتجة لإنتاج الجزء الثاني وعرضه في رمضان الماضي.

ورغم أن صنّاع العمل لم يحسموا بعد قرار تقديم جزء ثالث، فإن التجربة تشير إلى أن مسألة الاستمرارية أصبحت خاضعة لمعادلة دقيقة من التفاعل الجماهيري والأداء على منصات العرض، ما يُرجّح إمكانية رؤية جزء ثالث، أما مسلسل «جودر»، من بطولة ياسر جلال، فيقدّم حالة خاصة من حيث دوافع تقسيم العمل إلى جزأين. وبسبب ضيق الوقت العام الماضي، وتعقيدات تصوير بعض المشاهد التي تطلبت استخدام تقنيات بصرية متقدمة، اضطر صنّاع المسلسل إلى تأجيل بعض الحلقات وعرضها في رمضان التالي.

لكن المثير هو أن صُنّاع «جودر» لم يكتفوا باستكمال ما فاتهم، بل بدأوا فعليا في التفكير بجزء ثالث، كما ألمح بطل العمل ياسر جلال في تصريحات إعلامية مؤخراً. هذا التوجه يعكس أن الظرف الطارئ قد يتحول إلى فرصة لإعادة صياغة المشروع بشكل أكثر طموحا، مع رغبته في تقديم مشاريع جديدة، الأمر الذي يعني احتمالية غيابه.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments