فكة ريق!

في مواجهة أزمة إنسانية قاسية مع تصاعد الصراع منذ نحو 15 شهراً، تمثل المبادرات الشعبية في السودان شريان حياة لآلاف المدنيين المنكوبين بالمجاعة، وسط تقديرات بأن نحو نصف عدد سكان البلاد يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وتُظهر إحصاءات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن 25.6 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما يواجه 18 مليون شخص خطر المجاعة.

وشهدت الآونة الماضية عودة (التكية)، وهي موروث اجتماعي تكافلي من جديد في السودان، بعدما خلّف القتال أوضاعاً إنسانية بالغة السوء، يكابد فيها السكان خطر الموت بالقذائف والرصاص وضنك المعيشة.

وانتشرت مبادرات التكايا التي وفّرت المأكل وأحياناً الملبس والعلاج والمأوى، في ظل طول أمد القتال، في مسعى لتلبية احتياجات الأسر والنازحين من الأحياء المتأثرة بالحرب والأشخاص الذين فقدوا منازلهم وسبُل عيشهم بسبب الصراع.

وفي تكية «فكة ريق» تبدأ عمليات طبخ الطعام بتجهيز المواد من مخزن المبادرة إلى المطبخ، ويقوم المتطوعون بتكسير الحطب المستخدم وقوداً، بعد ارتفاع أسعار غاز الطهي، ومن ثم تجهيز المواد للطبخ وتنظيم صفوف التوزيع بتسليم أي شخص بطاقة بها رقم متسلسل ليتسلّم حصته من الطعام.

ويقول مؤسس تكية فكة ريق في أم درمان، عثمان الجندي، لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن «مفهوم التكية المتجذر في الثقافة السودانية بدأ ينتشر أكثر بعد اندلاع الحرب».

ويضيف: «بدأنا في أبريل 2023، بعد شهر من اندلاع الحرب، تقديم وجبات الطعام لنحو 300 أسرة، وتطورت المبادرة لتصبح مشروعاً متعدد الأوجه يقدم الغذاء والكساء والدواء والنماء».

من جانبه، يقول عبدالرشيد طه (أحد المستفيدين من التكية)، لـ «كونا» إنهم نزحوا لهذا الجزء من العاصمة الآمن نسبياً، ولولا المبادرة لواجهوا ضائقة شديدة.

وتعد مبادرة «فكة ريق» واحدة من ضمن أكثر من 700 مطبخ في العاصمة الخرطوم يقوم الخيّرون والمنظمات الطوعية، وعلى رأسها غرف الطوارئ، بتشغيلها.

ومع ذلك، وفي ضوء استمرار الصراع، تواجه الآن نقصاً في التمويل، مما أجبر معظم المبادرات على قصر معظم المطابخ على وجبة واحدة يومياً للشخص الواحد.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments