تمكن فلاح بسيط في روسيا القيصرية من تحقيق إنجاز فريد في ظروف قاسية واستثنائية وتمثل في صنع “عربة ذات قضبان لا نهاية لها”.
الفلاح الروسي الفقير والبسيط فيودور بلينوف، الذي علم نفسه بنفسه نجح في صنع أول نموذج في العالم لعربة تسير على مجنزرة.
تقدم بلينوف إلىوزارة التجارة المصنوعات في روسيا القيصرية بطلب في 27 مارس 1878 للحصول على براءة اختراع لهذه العربة الفريدة، وحصل عليه بالفعل في نفس العام تحت رقم 2245.
هذا النوع من العربات التي تسير عمليا على “قضبان لا نهاية لها” لا تزال حتى الآن في بعض المناطق النائية والوعرة في الريف الروسي المترامي، وسيلة النقل الوحيدة الموثوقة.
العربة التي صنعها هذا الفلاح الروسي الذي كان عمل مساعد ميكانيكي، كانت تشبه عربة السكة الحديدية بهيكل خشبي، ركبت على قسمها السفلي عربتان على نوابض، قادرة على الدوران في مستوى أفقي مع محور مزود بأربع عجلات دعم. هذا الجرار الفريد من نوعه في ذلك الوقت كانت سرعته تصل إلى 3 أميال في الساعة وكانت قوة سحبه تزيد عن الطن.
فيودور بلينوف كان عمل في إصلاح المعدات الزراعية، وبمرور الوقت اكتسب خبرة كبيرة في الميكانيكا، وأصبح على معرفة كبيرة بالمحركات البخارية.
كان الفلاح منزعجا من عدم قدرة عربات السكة الحديدية على الوصول إلى قريته النائية إلا بعد مد القضبان، وفكر في صنع عربة بخارية تسير بـ “سكة لا متناهية”، تكون قادرة على التحرك في جميع التضاريس.
تمكن هذا الفلاح من بناء نموذجه الأول للعربة المجنزرة بحلول عام 1877، وكانت تجر بواسطة الخيول، وتسير على سكة مرنة دوارة شبيهة لما نراه في الجرارات والدبابات الحديثة. بعد عامين، صنع واختبر نموذجا آخر لهذه العربة وتمكن بها من اجتياز مستنقع بحمولة ألفي قطعة طوب.
لاحقا في عام 1881، بدأ بلينوف في صنع مركبة مجنزرة “ذاتية الدفع”، واكتملت هذه العربة المجنزرة التي تعد الأولى من نوعها في العالم عام 1888 بعد مرور 7 سنوات. كانت مزودة بمحرك بخاري سعته 12 حصان، وبلغت سرعتها 3.2 كيلو متر في الساعة.
العربة المجنزرة التي حصل الفلاح الروسي على براءة اختراعها، كانت النموذج الأول لهذا النوع من المركبات التي تتميز بقدرتها على العمل في العديد من المجالات وخاصة في الزراعة والصناعة والبناء، وبفضل جنزيريها يمكنها السير في الغابات واجتياز المستنقعات والتضاريس الوعرة. في الزراعة تبرز منافعها بشكل خاص نتيجة لضغط جنازيرها المنخفض والمتناسق على الأرض.
لم يتمكن الفلاح الروسي المخترع فيودور بلينوف من العثور على رجال صناعة يهتمون باختراعه ويستثمرون أموالا في تطويره وإنتاجه على الرغم من مشاركة عربته في عدة معارض.
لم تساعد الظروف في ذلك الحين هذا الفلاح الطموح وتعرض لظلم تاريخي، حتى أن بعض الباحثين يعترضون على اعتباره مخترع العربة المجنزرة، متحججين في ذلك بأن براءة الاختراع التي حصل عليها لم تشر إلى أن العربة تحتوي على محرك.
رغم أن الاختراع لم يلق ما يستحق من تقدير في بلاده، إلا أن بلينوف رفض بيع براءة الاختراع لشركة ألمانية أرادت إنتاج هذه العربة على نطاق واسع.
تروي ابنته أوستينيا فيدوروفنا الدوافع وراء اتخاذ هذا الموقف، ناقلة قوله على الرغم من ظروفه المادية الصعبة: ” أنا فلاح روسي، فكرت وعملت من أجل روسيا”.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
القتل بمدافع الهاوتزر والاعتذار بعد نصف قرن!
بدلا من الحضور بابتسامة عريضة لاستلام جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، أرسل نيابة عنه شابة من الهنود الحمر الأمريكيين لتقول ما أفسد الحفل وأثار غضب وحنق الكثيرين.
مدينة “البندقية” ولغز أخشاب الصنوبر الروسية!
تقول الأسطورة إن مدينة البندقية بشمال إيطاليا تأسست في الساعة الثانية عشر ظهر يوم 25 مارس عام 421. غارت مياه البحيرة وظهر للعالم “سيل من الجمال الذي لا يوصف”.
أول إشارة روسية مشفرة من كلمتين في الهواء!
أجرى العالم الفيزيائي الروسي ألكسندر بوبوف في 24 مارس 1896 أول تجربة ناجحة لإرسال واستقبال أول إشارة إبراق لاسلكية عبر الهواء.
عجائب خط الاستواء ومحنة الحلاقة بشفرات الفؤوس!
يمكن وصف نجاح سكان الإكوادور القدماء في تحديد خط الاستواء بدقة، بأنه إنجاز مدهش ومثير سبق عصره بقرون طويلة.
الطائرة “الجهنمية” تضرب من دون قنابل أو صواريخ!
صمم المتخصصون في الفترة السوفيتية أسلحة ومعدات لا يزال بعضها يبدو حتى الآن عجيبا وسابقا لعصره. إحداها طائرة هجومية فريدة لم يكشف عنها إلا في السنوات القليلة الماضية.