انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد بالكامل من بلدة قباطية جنوبي جنين بالضفة الغربية المحتلة، بعد عملية واسعة النطاق نفذها الجيش في أعقاب عملية دهس وطعن مزدوجة وقعت في مدينة بيسان أدت إلى مقتل إسرائيليين اثنين.
وقال مراسل الجزيرة إن أكثر من 40 آلية عسكرية ترافقها جرافات انسحبت بإتجاه الحواجز العسكرية المحيطة بجنين بعد العملية العسكرية التي استمرت يومين.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت البلدة وفرضت حصارا خانقا عليها، بينما دهمت القوات منازل الفلسطينيين في البلدة ونكلت بهم واعتقلتهم وحولت بعض المنازل إضافةً إلى مدرسة في البلدة لثكنة عسكرية.
وكان مراسل الجزيرة أفاد في وقت سابق صباح اليوم بأن قوات الاحتلال فرضت حظر تجوال شاملا على البلدة، ومنعت المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها.
وقال رئيس بلدية قباطية للجزيرة إن الاحتلال عزل البلدة تماما عن محيطها، وسط حملة دهم واسعة للمنازل وتفتيشها.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، قوله إن الجيش الإسرائيلي يعمل بقوة ضد ما وصفها بـ”معاقل الإرهاب” في قباطية، مؤكدا استمرار السياسة الهجومية في شمال الضفة الغربية من دون تهاون. وقال إن الجيش يفرض حظر تجوال وحصارا كاملا على البلدة الفلسطينية في إطار العملية.
كذلك عقد رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، مشاورات مع قادة المؤسسة الأمنية لتقييم الوضع الميداني. وأصدر هاليفي أوامر باستمرار العمليات الهجومية وملاحقة المقاومين الفلسطينيين في منطقة جنين، مشددا على استكمال الإجراءات الهندسية لهدم منزل منفذ العملية التي وقعت أمس الأول الجمعة داخل الخط الأخضر.
اقتحامات واعتداءات
وعلى صعيد ميداني آخر، اقتحمت قوات الاحتلال قرى عدة غربي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، شملت خربثا بني حارث، ونعلين، وكفر نعمة، وبيت عور التحتا.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه منازل المواطنين، ونصبوا حواجز عسكرية أعاقت حركة السير.
ودهمت قوات الاحتلال محال تجارية لمصادرة تسجيلات كاميرات المراقبة، واعتدى الجنود على الطواقم الصحفية، بما في ذلك طاقم الجزيرة، بإطلاق قنابل الغاز مباشرة نحوهم لمنعهم من التغطية.
وفي مدينة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سبسطية الأثرية شمال غرب المدينة، وأفادت مصادر محلية -لمراسل الجزيرة- بأن قوات الاحتلال انتشرت في عدد من أحياء البلدة، ودهمت مناطق داخلها، وسيّرت دوريات دون معرفة الأسباب الأمنية وراء عملية الاقتحام.
يشار إلى أن الاحتلال صعّد اقتحاماته واعتداءاته بالضفة منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد أدت تلك الاعتداءات إلى استشهاد ما لا يقل عن 1103 فلسطينيين، وإصابة نحو 11 ألفا آخرين، واعتقال أكثر من 21 ألف فلسطيني وفق مصادر رسمية فلسطينية.
المصدر: الجزيرة