كاتب إيطالي: أوروبا مولت الدعم السريع لسنوات بأكثر من 432 مليون دولار

كشف مقال نشره موقع “لو ديبلومات” الفرنسي أن الاتحاد الأوروبي، وفي سبيل هوسه بوقف الهجرة غير النظامية، ضخ أكثر من 400 مليون يورو (432 مليون دولار) لقوات الدعم السريع بين عامي 2014 و2021.

وأوضح الكاتب جوزيبي غاليانو أن​ ذلك أسهم ​في بناء آلة قمعية خلّفت أكثر من 25 ألف قتيل وملايين اللاجئين ومجاعة تصفها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ منذ مجاعة إثيوبيا في ثمانينيات القرن الماضي.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 2موقع بريطاني: لندن تستعد لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا
  • list 2 of 2ليبيراسيون: هكذا تمكن القراصنة من اختراق وزارة الداخلية الفرنسية

end of list

تمويل الجرائم

وتابع أن بروكسل ​لم تُبدِ استعدادا لتحمل مسؤوليتها، وواصلت تمويل جرائم الدعم السريع على مدى عقد تقريبا عبر “الصندوق الائتماني للاتحاد الأوروبي من أجل أفريقيا” وبرامج أخرى، بهدف وقف المهاجرين قبل أن يصلوا إلى البحر المتوسط.

وكانت هذه القوات -التي يقودها اليوم محمد حمدان دقلو “حميدتي”- الشريك المفضل لبروكسل في “ضبط الحدود” في دارفور وكردفان.

EDINBURGH, SCOTLAND - NOVEMBER 06: Protesters gather outside the Scottish Parliament in solidarity with Sudan on November 06, 2025 in Edinburgh, Scotland. A group of Sudanese in Scotland are demonstrating in solidarity with the people in Sudan to raise awareness on the humanitarian crisis that continues to unfold since the conflict began in April 2023. UN Secretary-General António Guterres has sounded the alarm on the recent escalation in El-Fasher, where the paramilitary Rapid Support Forces (RSF) have allegedly carried out mass killings, executions, and sexual violence since overrunning the besieged city in the Darfur region last week. (Photo by Jeff J Mitchell/Getty Images)
مظاهرة للتضامن مع الشعب السوداني أمام البرلمان الأسكتلندي في نوفمبر/تشرين الثاني 2025 (غيتي)

وتلقت المليشيات سيارات “البيك آب، تويوتا”، والزي العسكري، وأجهزة اللاسلكي، والتدريب على “إدارة الهجرة”، بل وحتى الأنظمة البيومترية لتحديد هوية المهاجرين.

وهم أنفسهم -يتابع الكاتب- الذين ارتكبوا مجازر بحق القرى ونفّذوا عمليات اغتصاب في دارفور منذ 2004/2003.

إفلات من المسؤولية

وأوضح الكاتب أن التحذيرات توالت بكثرة، ففي 2017، نشرت “إي إن إف”، وهي منظمة أبحاث ومناصرة أميركية، تقريرا بعنوان “ضبط الحدود من الجحيم”، قالت فيه بشكل واضح: “قوات الدعم السريع من بين أكثر الجماعات وحشية على هذا الكوكب؛ وإن منحها أموالا ومعدات أوروبية هو ضرب من الجنون”.

ورددت منظمتا العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش” وعشرات المنظمات غير الحكومية الأخرى التحذير نفسه.

وكانت النتيجة -حسب الكاتب- أن علق الاتحاد الأوروبي بعض المشاريع لبضعة أشهر، ثم استأنفها وكأن شيئا لم يحدث، مكتفيا بالقول في منشوراته إن “قوات الدعم السريع لا تتلقى مباشرة أموالا أوروبية”، وهو تبرير شكلي لا أكثر لتغطية الواقع.

A Sudanese woman displaced from El-Fasher carries sacks of food aid on her head at the newly established El-Afadh camp in Al Dabbah, in Sudan's Northern State, Sunday, Nov. 16, 2025. (AP Photo/Marwan Ali)
المدنيون السودانيون يدفعون ثمن سياسة الهجرة الأوروبية وفق الكاتب (أسوشيتد بريس)

​وخلص الكاتب إلى أن أوروبا تمول، باسم إدارة الهجرة، القوى التي تدفع السودانيين إلى اللجوء من الأساس، في حين لا يحاسب أحد في الاتحاد الأوروبي، ويدفع السودانيون الثمن دما وجوعا ونزوحا.

إعلان

 

المصدر: الجزيرة