تتسرب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من عبوات الطعام والماء وألعاب الأطفال إلى البيئة، وتدخل أجسام البشر عبر الاستنشاق أو البلع.
وتشير الدراسات إلى أن الشخص العادي يبتلع سنويا عشرات آلاف الجسيمات البلاستيكية، التي قد تتراكم في الدماغ والقلب والأعضاء الحيوية مسببة التهابا واسع النطاق والعقم وربما بعض أنواع السرطان. ويعد البلاستيك المستخدم في الحياة اليومية، مثل البولي إيثيلين والبولي بروبيلين، أحد المصادر الرئيسة لهذه الجسيمات الضارة.
وفي هذا السياق، حوّل باحثون صينيون الأقنعة الطبية المهملة، التي انتشرت خلال جائحة “كوفيد-19” ثم تُركت في مكبات النفايات، إلى مادة قادرة على تحليل البلاستيك بشكل فعال.
وفي الدراسة، استخدم الباحثون أقنعة وجه معقمة ومقطعة إلى قطع صغيرة، تم نقعها في الإيثانول وسُخّنت عند درجة حرارة 200 درجة مئوية لمدة 12 ساعة، ما أدى إلى إنتاج محلول يحتوي على نقاط كمومية مستخرجة من الأقنعة، قادر على إذابة بلاستيك البولي إيثيلين “تيرفثالات” المستخدم في زجاجات المياه وأوعية الطعام والملابس الصناعية.
وأظهرت التجارب أن المحلول حلل نحو 40% من جزيئات البلاستيك المعالجة مسبقا، بينما لم يتحلل إلا 2% عند تعرض البلاستيك للأشعة فوق البنفسجية دون استخدام هذه النقاط.
وتعمل النقاط الكمومية كالبطاريات، إذ تفصل الإلكترونات لفترة كافية لمهاجمة الروابط الكيميائية في البلاستيك وتجزئه إلى قطع أصغر يمكن إعادة تدويرها كيميائيا. وقد حافظ المحلول على أكثر من 90% من فعاليته بعد خمس جولات من التجربة، ما أكسب الباحثين القدرة على وصف اكتشافهم بأنه “حلقة الاقتصاد الدائري”، أي تحويل النفايات الناتجة عن الجائحة إلى مادة فعالة لمكافحة التلوث بدلا من رميها في المكبات.
مع ذلك، لا تزال هناك بعض القيود العملية على تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع، مثل الاعتماد على مصابيح زئبقية لإنتاج الأشعة فوق البنفسجية وحجم الجسيمات المختلفة في العالم الواقعي مقارنة بتلك المستخدمة في التجربة المختبرية.
الجدير بالذكر أن معظم أقنعة الوجه تُصنع من البولي بروبيلين، وهو بلاستيك متين يُستخدم أيضا في عبوات الطعام وأواني الطهي وقطع غيار السيارات وبعض ألعاب الأطفال. وعند تعرضه لعوامل بيئية مثل الأشعة فوق البنفسجية، يضعف البوليمر ويتحلل بسهولة أكبر إلى جزيئات دقيقة مثل النقاط الكمومية.
وتشير الدراسات السابقة إلى أن أقنعة الوجه الملقاة في الماء يمكن أن تفرز جسيمات بلاستيكية دقيقة ومواد كيميائية إضافية مثل “بيسفينول ب”، المعروف بتأثيره على الهرمونات والخصوبة.
نشرت الدراسة في مجلة Acta Physico-Chimica Sinica.
المصدر: ديلي ميل
إقرأ المزيد
البلاستيك الدقيق يهدد صحة العظام ويعطل تجديدها!
كشف تحليل شامل حديث لـ 62 دراسة علمية، أجراه علماء من البرازيل وكندا وفرنسا، عن كيفية تأثير الجسيمات البلاستيكية المتناهية الصغر في أنسجة العظام.
دراسة تكشف عن مستويات صادمة للبلاستيك الدقيق في هواء منازلنا وسياراتنا
كشفت دراسة حديثة أن الهواء داخل المنازل والسيارات قد يحتوي على كميات كبيرة من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وبمستويات تفوق التقديرات السابقة بأضعاف.
عامل غير متوقع يضعف مناعة الرئتين
كشفت دراسة طبية جديدة أن استنشاق الجسيمات البلاستيكية الدقيقة يؤدي إلى إضعاف الخلايا المناعية في الرئتين.
مئات الجسيمات البلاستيكية تطلقها العلكة في الفم!
كشفت دراسة تجريبية أن مضغ العلكة يطلق المئات من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في اللعاب مع كل قطعة يتم مضغها.
كيف تحمي نفسك من خطر الجزيئات البلاستيكية الدقيقة؟
كشفت دراسة صادمة حديثة أن أدمغتنا تحتوي على نحو ملعقة صغيرة من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة، ما أثار مخاوف صحية كبيرة.
دراسة صادمة: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تغذي مقاومة البكتيريا لمضادات الحيوية
قال باحثون إن تلوث الجسم بالجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد يعزز قدرة البكتيريا والفيروسات على مقاومة مضادات الحيوية.