مسلسل “ابن النادي” كوميديا مستهلكة وإعادة تدوير للقصص القديمة

انطلق عرض المسلسل الكوميدي “ابن النادي” مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري عبر منصة “شاهد” بمعدل حلقتين أسبوعيًا تُعرضان في عطلة نهاية الأسبوع، على أن تُختتم حلقاته العشر مع نهاية الشهر الحالي.

ويضم العمل في بطولته أحمد فهمي، وحاتم صلاح، وآية سماحة، إلى جانب عدد من ضيوف الشرف بينهم سيد رجب، ومحمد لطفي، ورشدي الشامي. والمسلسل من تأليف مهاب طارق، وإخراج كريم سعد في أولى تجاربه مع الدراما الطويلة.

اقرأ أيضا

list of 2 items

  • list 1 of 2كاليفورنيا تعيد الهدوء إلى التلفزيون وتحظر الإعلانات “الصاخبة”
  • list 2 of 2“تاسك” دراما الجريمة التي تكشف الوجه المظلم للمجتمع الأميركي

end of list

ورغم ما يواجهه العمل من بعض المشكلات الفنية، فقد حظي بنسبة متابعة مرتفعة، ليُصنَّف ضمن الأكثر مشاهدة في فئة الكوميديا المصرية على منصة “شاهد” التي تروّج له باعتباره “الوجه الآخر لسفاح الجيزة” في إشارة ذكية لاستثمار نجاح المسلسل السابق الذي لعب بطولته أيضًا أحمد فهمي.

View this post on Instagram

A post shared by Ahmad Fahmy (@ahmadfahmy_official)

قصص مكررة ومستهلكة

تدور أحداث “ابن النادي” حول شاب مستهتر يُدعى عمر الشعلة (يؤديه أحمد فهمي) يجد نفسه فجأة مسؤولًا عن إدارة نادٍ رياضي ورثه عن والده الراحل (سيد رجب). وتشمل التركة أيضًا شركتين، إحداهما ربحية والأخرى غير هادفة للربح، إلا أن هذا الإرث الكبير مهدد بالضياع بسبب الديون المتراكمة على الأب قبل وفاته. ولا يملك عمر سوى محاولة إنقاذ النادي والحفاظ على صدارة الدوري، لكن الأمور تتعقد بعد استقالة جميع أعضاء الفريق، بمن فيهم المدير الفني ومدير الكرة، مما يضطره إلى إعادة بناء الفريق من الصفر.

وتعيد هذه الفكرة إلى الأذهان حبكة مألوفة في الدراما الكوميدية المصرية التي تمزج بين الرياضة والكوميديا، كما شاهدنا في فيلمي “4-2-4″ إنتاج عام 1981، و”المطاريد” (The Matardeed) عام 2023. ففي كلتا الحالتين، نجد شابًا لا يفقه شيئًا في كرة القدم، يُجبر على إدارة فريق كامل، فتتوقف حياته على تحقيق الفوز، بينما يواجه مؤامرات ومواقف طريفة ناتجة عن جهله بقوانين اللعبة وسوقها.

إعلان

وفي الحلقات التالية، يضاف خط درامي كوميدي جديد حين يكتشف عمر أن لديه ابنة لم يكن يعلم بوجودها من زواج سابق قصير انتهى قبل سفر زوجته، لتبدأ مرحلة جديدة من الأحداث المليئة بالمواقف الإنسانية والكوميدية التي تكشف جانبًا مختلفًا من شخصيته.

وقد طرح هذا النوع من الحبكات سابقًا في عدد من الأفلام الأميركية، مثل: “فتاتي إلى الأبد” (Forever My Girl) إنتاج عام 2018، “خطة اللعبة” (The Game Plan) إنتاج عام 2007، “ما تريده الفتاة” (What a Girl Wants) إنتاج عام 2003،

كما استُوحي لاحقًا في السينما المصرية في فيلم “علي بابا” (Ali Baba) من بطولة كريم فهمي وأيتن عامر، إنتاج عام 2018.

View this post on Instagram

A post shared by Ahmad Fahmy (@ahmadfahmy_official)

ثيمتان ناجحتان وكوميديا غائبة

رغم اعتماد المسلسل على تداخل قصتين كوميديتين حققتا نجاحًا واضحًا وضحكًا مضمونًا فيما سبق، فإن هذه المعالجة ابتعدت كثيرًا عن الإضحاك. ويكرر الممثل المصري أحمد فهمي أداءه الكوميدي التقليدي، وحركاته المعتادة، وربما هي سمته الشخصية الواقعية، فيكرر أفيهاته، وإيماءاته ولا يحاول تغيير أسلوبه في رمي النكتة أو الأفيه.

وحتى كوميديا الموقف التي يتحمل مسؤوليتها المؤلف فهي في مجملها مواقف متوقعة، يغيب عنها عنصر المفاجأة أو المفارقة المضحكة. فالمشاهد يعلم المشهد المفترض فيه الإضحاك قبل أن يأتي بـ3 مشاهد على الأقل، وهو ما استطاع الممثل حاتم صلاح الإفلات منه في خطه الدرامي، وبشخصية كوميدية تعتمد التناقضات: لاعب كرة قدم أعرج ومغمور، لكن ببديهة حاضرة وذهن حاد وردود غير متوقعة مما ضمن مساحة للإضحاك ومفاجأة الجمهور.

وفي المقابل، غلب على بقية الممثلين حالة من الكسل في محاولة إضفاء لزمات على شخصياتهم، أو جعل أفيهاتهم مضحكة وهو ما أثر -بشكل عام- على كوميديا المسلسل الذي عرض منه 6 حلقات حتى الآن.

إخراج مضطرب الإيقاع

لا تقتصر مشكلات المسلسل على مستوى السيناريو أو أداء الممثلين، بل يتحمل المخرج القدر الأكبر منها، إذ يُعد مسلسل “ابن النادي” أولى تجاربه في الدراما الطويلة بعد فيلم “الحريفة: الريمونتادا” الذي دار أيضًا في إطار الكوميديا الرياضية، لكنه جاء بمستوى أقل من الجزء الأول من الفيلم.

ويظهر الارتباك الإخراجي بوضوح في تفاوت أداء الممثلين وتذبذب إيقاع الحلقات. فبينما شهدت الحلقة الأولى أحداثًا متلاحقة وسريعة الإيقاع، اتسمت الحلقات الثلاث التالية بالبطء الشديد رغم تقديم شخصيات جديدة كان يمكن أن تُنشّط الأحداث. وربما مع مزيد من الخبرة بالأعمال المقبلة، يتمكن المخرج من تحقيق توازن أفضل في إيقاع السرد الدرامي وإدارة الأداء.

ورغم أن هذه الملاحظات قد تكون مبرّرة باعتباره العمل الدرامي الأول للمخرج، فإنها لا تُغتفر بالنسبة للمؤلف والسيناريست مهاب طارق الذي لمع اسمه السنوات الأخيرة بفضل نجاح أعمال جماهيرية مثل “جعفر العمدة” و”إش إش” مع المخرج محمد سامي، ومسلسلي “إخواتي” و”ولاد الشمس” اللذين كانا من الأكثر مشاهدة في الموسم الماضي.

 

المصدر: الجزيرة