هل ممارسة الرياضة هي أفضل طريقة حقاً للتخلص من الدهون؟

يذهب الكثير من الناس إلى صالة الألعاب الرياضية، مع وضع هدف واحد في الأذهان: حرق الدهون. ومع ذلك، لا يتحول الجسم على الفور إلى وضع حرق الدهون، حيث يعتمد، بدلاً من ذلك، على نظام معقد لاستخدام الطاقة، اعتماداً على كثافة التمرين ومدته وتوافر الوقود.

إن إدراك كيفية حرق الجسم للدهون يبدأ بمعرفة كيفية استخدام الجسم للطاقة.

كيف يستخدم الجسم الطاقة؟

يوضح باولو كورييا، أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة ساو باولو الفيدرالية في البرازيل، أن احتياطي الطاقة الفوري للجسم يتمثل في الغليكوجين، وهو شكل من أشكال الكربوهيدرات، المخزّن في العضلات والكبد.

وأضاف أن الاعتماد فقط على حرق الدهون، لفقدان الوزن، أمر مضلل، فهناك ما هو أكثر من ذلك بكثير.

ما هو التمرين الأفضل؟

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن التمارين البدنية، التي تزيد من معدل عمل القلب، هي الطريقة الوحيدة الفعالة لفقدان الدهون.

وبينما تعمل الأنشطة مثل الجري وركوب الدراجات الهوائية على حرق السعرات الحرارية، إلا أن تمارين القوة التي تعمل على تقوية العضلات والجسم، لا تقل أهمية.

وتلعب كتلة العضلات دوراً رئيسياً في الصحة العامة، مما يساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة، مثل السكري، وأمراض القلب، وهشاشة العظام.

وتحرق التمارين المكثفة الغليكوجين في المقام الأول، بينما تصبح الدهون مصدر الطاقة الرئيسي أثناء المشي المعتدل الشدة على مدى فترة طويلة، بما يكفي لاستنفاد الغليكوجين، ولكن ليس بكثافة كبيرة، بحيث تفتقر إلى الطاقة السريعة المطلوبة للحفاظ على الحركة.

ويُعرف هذا المعدل من الشدة باسم “المنطقة 2″، والتي تبلغ حوالي ما يتراوح بين 60 و70 في المئة من الحد الأقصى، لمعدل ضربات القلب. وعلى الرغم من فوائد هذه المرحلة لصحة القلب والأوعية الدموية، وزيادة أكسدة الدهون، إلا أنها ليست بالضرورة الأكثر فعالية لفقدان الدهون.

إذا كنت تمارس التمارين الرياضية، فإن مفتاح فقدان الدهون هو حرق السعرات الحرارية، بصرف النظر عن مصدر هذه السعرات، فالجسم يخزن الدهون، عندما تتجاوز كمية السعرات الحرارية المتناولة كمية السعرات الحرارية المستهلكة. وعلى العكس، عندما تحرق أكثر مما تستهلك، ستفقد وزنك.

حتى التدريب المتقطع عالي الكثافة، الذي لا يحرق الدهون بشكل أساسي أثناء التمرين، يمكن أن يساعد على فقدان الدهون بمرور الوقت.

ويقول البروفيسور كورييا: “بعد التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية، يستمر استهلاك الطاقة، وهذا ما يُعرف باسم “تأثير ما بعد الحرق”. ويستمر الجسم في استخدام الغليكوجين من العضلات والكبد، حتى تعود مستويات النشاط إلى طبيعتها”.

تلعب العوامل الفردية، مثل الجينات الوراثية والعمر ومستوى اللياقة البدنية، دوراً مهماً في مدى كفاءة الشخص في حرق الدهون.

هل يؤثر تناول الطعام بعد التمرين على فقدان الدهون؟

رغم أن التمارين الرياضية مهمة لفقدان الدهون، إلا أن كيفية إعادة التزود بالوقود، بعد التمرين يمكن أن تلعب دوراً مهماً أيضاً.

ومع ذلك، إذا كان هدفك هو تحقيق أقصى قدر من الأداء، سواء من خلال رفع أثقال أكبر، أو الجري بشكل أسرع، أو تحسين القدرة على التحمل، فإن تناول الطعام بعد التمرين مباشرةً أمر بالغ الأهمية.

ويوضح ميريت أن تناول الطعام يساعد على التعافي، حتى تتمكن من التدريب بقوة مرة أخرى في المرة القادمة. في النهاية، يعتمد الأمر على هدفك، فغالباً ما يتعارض فقدان الوزن مع الأداء الرياضي.

قد يؤدي تقليل تناول الكربوهيدرات إلى تعزيز حرق الدهون، ويكون فعالاً في بعض الحالات. ومع ذلك، عندما يقترن ذلك مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فقد يؤدي إلى نتائج عكسية.

يُمكن أن يؤدي انخفاض الكربوهيدرات إلى الإرهاق وضعف العضلات، وحتى فقدان العضلات، حيث قد يبدأ الجسم في تكسير الأنسجة العضلية، للحصول على الغلوكوز، عندما لا تستطيع الدهون وحدها تلبية احتياجاته من الطاقة.

كما يمكن أن يضعف الجهاز المناعي، حيث يلعب الغليكوجين دوراً حيوياً في التعافي ووظيفة المناعة.

النشاط يجعل من الصعب تخزين الدهون، لكن حرق السعرات الحرارية من خلال ممارسة الرياضة لا يزال محدوداً. يلعب النظام الغذائي والتوازن العام للطاقة دوراً حاسماً.

يقول البروفيسور كورييا: “لا تُخزن الدهون إلا عندما تُترك الطاقة الزائدة دون استخدام”.

ولتوضيح ذلك، فإن رطلاً واحداً من الدهون يعادل تقريباً 7000 سعر حراري.

يمكن لركوب الدراجات الهوائية لمدة 30 دقيقة أن تحرق ما يصل إلى 300 سعر حراري، ولكن يُمكن بسهولة استعادة هذه السعرات، بتناول شريحة بيتزا واحدة، أو كعكة واحدة.

 

المصدر: BBC